responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 562
الموعودة التي قد وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا يعنى لهم ولأجلهم بسبب كفرهم وضلالهم وَبالجملة بِئْسَ الْمَصِيرُ والمنقلب النار المسعرة المعدة لأصحاب الإنكار والضلال
يا أَيُّهَا النَّاسُ المجبولون على الغفلة والنسيان والجهل عن عظمة الله وحق قدره لذلك قد أثبتم له أمثالا واشباها مع تعاليه وتنزهه عن الشركة مطلقا اسمعوا ايها المشركون المبطلون قد ضُرِبَ مَثَلٌ في حق شركائكم ومعبوداتكم الباطلة فَاسْتَمِعُوا لَهُ سمع تدبر وتأمل ثم أنصفوا واعدلوا بلا مكابرة وعناد إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ وتعبدون أنتم ايها المدعون المكابرون مِنْ دُونِ اللَّهِ القادر المقتدر بعموم المقدورات بالعلم المحيط والارادة الكاملة والحكمة المتقنة البالغة لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً بل لن يقدروا على خلق احقر منه واخس لا كل واحد منهم فرادى بل وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ اى لخلق الذباب وتظاهروا لإيجاده مجتمعين لن يقدروا ايضا البتة وَكيف خلق الذباب وإظهاره من العدم بل إِنْ يَسْلُبْهُمُ ويأخذ منهم الذُّبابُ الحقير الضعيف الذي لا شيء احقر منه وأضعف شَيْئاً من الالهة الباطلة اى من حليهم وزينتهم لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ولا يقدروا على ان يخرجوا من يده لعجزهم وعدم قدرتهم وبالجملة كيف تعبدون ايها الحمقى العابدون لأولئك الهلكى والعاجزين الساقطين ومن انى تطيعون بهم وتقيمون بعبادتهم فقد ظهر ولاح من هذا المثل للمتأمل المتدبر أنه قد ضَعُفَ وحط وسقط عن زمرة العقلاء ورتبتهم الطَّالِبُ العابد الجاهل وَالْمَطْلُوبُ المعبود المجهول المنحط عن رتبة احقر الأشياء وأخسها فكيف عن أعلاها وأقواها فكيف عن خالق الأشياء وموجدها ومظهرها من كتم العدم على سبيل الإبداع والاختراع تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا
وبالجملة ما صدر عنهم كل ما صدر من الهذيانات الباطلة العاطلة ومن المزخرفات الزاهقة الزائلة الا بواسطة انهم ما قَدَرُوا اللَّهَ القادر المقتدر على عموم المقدورات والمرادات وما عرفوا لوازم ألوهيته وما علموا حَقَّ قَدْرِهِ وقدر حقيته كما هو اللائق بشأنه لذلك ما وصفوه حق وصفه وما نسبوا اليه ما يليق بجنابه جهلا وعنادا بحيث اثبتوا له شركاء عاجزين من أضعف الأشياء وأحقرها إِنَّ اللَّهَ المتردي برداء العظمة والكبرياء لَقَوِيٌّ في ذاته لا حول ولا قوة الا به عَزِيزٌ غالب في امره وحكمه متصرف مستقل في ملكه وملكوته يفعل كل ما يفعل بالإرادة والاختيار ويحكم كل ما يريد بكمال الاستيلاء والاستقلال لا راد لفعله ولا معقب لحكمه الا وهو الكبير المتعال ومن علو شأنه سبحانه وسمو برهانه وكمال عزته وكبريائه وغاية سطوته وسلطانه يتوسل اليه ويتوصل نحوه بوسائل ووسائط قد اختارهم سبحانه لرسالته واجتباهم من خليقته لهداية التائهين في بيداء ألوهيته الى زلال وحدته وهداهم بمقتضى سنته وجرى عادته وحكمته انقياد دينه وملته
كما أشار اليه سبحانه في كتابه حيث قال اللَّهُ العلى المتعالي ساحة عز ذاته عن ان يكون شرعة كل وارد او يطلع على سرائر أسمائه وصفاته واحدا بعد واحد بل يَصْطَفِي ويختار نفسه وذاته حسب دقائق أسمائه وصفاته مِنَ الْمَلائِكَةِ المقربين عنده رُسُلًا يرسلهم سبحانه الى خواص البشر وخلصه وَايضا يصطفى ويختار مِنَ خيار النَّاسِ واشرافهم رسلا يرسلهم نحو عموم العباد بالنبوة والرسالة ليرشدوهم الى توحيده سبحانه ويهدوهم الى سواء طريقه إِنَّ اللَّهَ المطلع لاستعدادات عباده سَمِيعٌ يسمع جميع أقوالهم ومناجاتهم ويقضى عموم حاجاتهم بَصِيرٌ يبصر جميع أعمالهم وأفعالهم ويجازيهم عليها
إذ يَعْلَمُ سبحانه بعلمه الحضوري منهم عموم ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ من الأفعال

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 562
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست